أرشيف

تنظيم “القاعدة” يشوش على انتخابات الرئاسة في اليمن

نشرت صحيفة “إيزفيستيا” بعنوان (تنظيم “القاعدة” يشوش على انتخابات الرئاسة في اليمن) مقالا بقلم كيريل زوبكوف، جاء فيه أن أول انتخابات رئاسية حرة في اليمن قد تؤجل إلى اجل غير مسمى، بعد أن كان مقررا إجراؤها في 21 فبراير/ شباط القادم. وقد أعلن ذلك الاثنين، 16 يناير/كانون الثاني، وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي. وحسب أنباء غير رسمية، إن التصويت قد يؤجل بسبب بعض المشاكل المتعلقة بالأمن. وتكمن المشكلة الرئيسية منها في قيام فصائل الإسلاميين المتطرفين، التابعين لتنظيم “القاعدة” بالاستيلاء على عدد من المراكز السكانية، ووصولهم إلى مشارف العاصمة صنعاء، حسب بعض المصادر.

وفي تصريح لصحيفة “إزفيستيا”، قالت مصادر في وزارة الداخلية اليمنية إن الأخبار، التي نشرتها منذ الاثنين، 16 يناير، بعض الوكالات الغربية عن استيلاء “القاعدة” على مدينة رداع في محافظة البيضاء، لا أساس لها من الصحة. ويقول الناطق باسم الوزارة هشام شريف عبدالله أن مجموعة تتألف من 200 مسلح هاجمت سجن المدينة، ولكن قوات الحكومة ردتها على أعقابها. ومع ذلك أشار عبدالله إلى أن نحو 200 سجين استغلوا الوضع الناشئ، وتمكنوا من الفرار والانضمام إلى المتمردين.

وتفيد معلومات السلطات اليمنية أن على رأس المهاجمين طارق الذهب، أحد زعماء “القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، وصهر أنور العولقي، الذي قتل بصاروخ أطلق من طائرة أمريكية بدون طيار في سبتمبر/أيلول من العام الماضي. والعولقي كان مواطنا أمريكيا من أصل عربي، يتقن الإنكليزية، ويتمتع بموهبة غير عادية على التحريض. وكان يعتبر أحد الشخصيات الواعدة في الجيل الثاني من قادة “القاعدة”، وخليفة محتملا لأسامة بن لادن. أما صهره طارق الذهب فينتمي إلى قبيلة بني الأحمر ذات النفوذ الكبير في اليمن، والتي لها علاقات أيضا مع “القاعدة”.

وفي حديث مع الصحيفة يقول كبير باحثي معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية غيورغي ميرسكي إن اليمن يتحول تدريجيا، وباطراد، إلى قاعدة رئيسية لتنظيم “القاعدة” ليس في شبه الجزيرة العربية فحسب، بل وفي الشرق الأوسط بأسره. ويضيف الأكاديمي الروسي أن الإسلاميين لم يتمكنوا لا في العراق، ولا في أفغانستان، من تحقيق مثل هذه النجاحات المثيرة. وإن فشل ” القاعدة ” في بلاد الرافدين لم يكن نتيجة الجهود الأمريكية بقدر ما كان نتيجة جهود إيران، التي لا يناسبها أبدا وجود منظمة سنية قوية في العراق. وفي افغانستان نجح الأمريكيون عبر المكائد الدبلوماسية في بث الفرقة بين “القاعدة” وحركة “طالبان”، ما أدى إلى خسارة الإسلاميين قاعدتهم الرئيسية. وبذلك يبقى اليمن الفقير المنفذ الوحيد “للقاعدة”.

ومن المفارقات أن السعوديين، المعروفين بتشددهم الديني على المذهب السني، اضطروا طيلة أعوام عديدة لمساندة الرئيس اليمني الشيعي(الزيدي) علي عبدالله صالح. ويضيف الأكاديمي الروسي أن الرياض تعي جيدا أن صالح هو الوحيد القادر على لجم “القاعدة” بالقرب من الحدود الجنوبية للمملكة السعودية. وكأغلبية شيعة اليمن، ينتمي علي عبدالله صالح إلى مذهب الزيديين، الذين لا يعترفون، خلافا للشيعة الإثني عشرية، بظهور المهدي المنتظر. وهذه التفاصيل اللاهوتية أتاحت لبعض الوقت المحافظة على السلم بين الطوائف في البلاد التي يتبع 50% من سكانها المذهب السني، بينما يتبع المذهب الشيعي 46% منهم. غير أن موجة ثورات “الربيع العربي” أخلت بهذا التوازن، الأمر الذي سارع لاستغلاله الإسلاميون الراديكاليون من تنظيم “القاعدة”.

المصدر: صحيفة “ايزفيستيا”

زر الذهاب إلى الأعلى